تاريخ شركات الكاميرات العملاقة ( الجزء الثاني )


شركة نيكون Nikon .. ( يتبع )

بعد الحرب انخفض الإنتاج بشكل طبيعي وذلك لأن الطلب علي “المعدات العسكرية” لم يعد مرغوبا، مما أجبر الشركة عل تقليص استثماراتها للمدنيين فقط. وبعد ذلك دخلت كاميرات Single-Lens Reflex ”  SLR ” الى الأسواق ,أعيد تسميتها فيما بعد بإسم شركة نيكون وذلك في عام 1988 بعد إطلاقها للكاميرات ,انتقلت شركة نيكون من التصنيع الحربي الى التصنيع المدني فبدأت في انتاج الانواع المختلفة من الكاميرات كتصنيع تجاري مدني بداية من الكاميرا Range finder وهي الكاميرات التي ترى الموضوع المراد تصويره من خلال نافذه صغيره على جنب الكاميرا وكانت تسمى الكاميرات الصغيره وهي بداية اول أنواع الكاميرات من نيكون في سنه 1948 م كاميرا ( Nikon I ) الى سنة 1960 م ( Nikon S3M ).
DSC_7503 اول كاميرات نيكون


ومن ثم بدأت أنتاج الكاميرات الاكثر احترافيه مثل SLR وهي الكاميرا ذات العدسة الأحادية العاكسه والتي ترى الصوره من خلال المرآه والقابله لتغيير العدسة بها وبدأت بكاميرا Nikon 1960 الى Nikon F6 2004
 1960-Nikon-F-1 الاحادية العدسة

في عام 1960 جلبت لنا شركة نيكون اول كاميرا تعمل تحت الماء فقد أطلقت نيكون في عام 1963 أول مجموعة كاميرات تعمل تحت الماء وأطلقت عليها اسم Nikonos وهي فقط للإستخدام تحت الماء ، ومع ذلك فإن طرح Nikonos RS في عام 1992 قد كان اختراعاً عظيماً ايضاً فهي مضادة للماء حتى عمق يصل الى 328 قدم ” 100 متر ” يستخدمها الغواصون بشكل كبير في التصوير.
شركة نيكون رائدة في مجال تصنيع العدسات، بمعنى أن عدسات التصوير السينمائي   القديمة لازال يمكن استخدامها مع الكاميرات الرقمية اليوم، وذلك لأن نيكون لا زالت تستخدم نظام تثبيت  F-Mount

أصدرت شركة نيكون كاميرا D1 SLR الرقمية في 1999، مما يجعل من عام 2019 الذكرى السنوية العشرين لسلسلة كاميرات D أحادية الرقم واستمرت شركة نيكون في تطوير سلسلة الكاميرات الرائدة وأحادية الرقم باستخدام بعض أحدث التقنيات المتطورة ومعرفة التصوير المترسخة على مدار تاريخ شركة نيكون الطويل في تطوير الكاميرا، واستجابت لمتطلبات المصورين المحترفين الصارمة مع تحقيق الأداء الفائق، حتى في أقسى الظروف و تعمل شركة نيكون  حاليًا على تطوير كاميرات SLR الرقمية الأكثر تقدمًا حتى الآن ويصادف عام 2019 الذكرى الستين لتركيب F من Nikon المعتمد لسلسلة كاميرات D .
- قدمت لعام 2020 كاميرا D780 بتقنية DSLR الأحدث في فئتها من نيكون بدقة تبلغ 24.5 وحدة بكسل فعالة ومحرك معالج الصورة EXPEED 6  وقوة السرعة والدقة الكامنة في نظامي التركيز البؤري التلقائي (AF) اللذين يتيحان أداءً متعدد الاستخدامات وخفيف الحركة بشكل أكبر .
D780-Nikon-4K-مزيج بينكاميرات ميرورليس-و-DSLR
 - بنسبة الكاميرات عديمة المرآة ( mirrorless ) بأطار كامل كاميرتين لعام 2019 :
1- نيكون Z 7 بصيغة FX من نيكون فعالة لتحقق الاستفادة القصوى من الأداء البصري غير المسبوق لعدسات NIKKOR , تعتبر أول كاميرا بالإطار الكامل بدون مرآة عكس، ووضوح فائق ذات45،7 ميغابيكسل أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا و  حصلت نيكون Z7على أفضل كاميرا ذات إطار كامل للمحترفين لعام 2019 م
z7
2- نيكون Z6 مصممة للمصورين الذين يرغبون في الحصول على أداء متميز في ظروف الإضاءة المنخفضة مع تصوير فيديو فائق الدقة ووضوح  24.5 ميجا بيكسل , تم اختيار كاميرا نيكون Z6 لجائزة أفضل كاميرا ذات إطار كامل للخبراء لعام 2019 م .
z6

هل تعلم أن شركة نيكون لديها متحفها الخاص؟..  نعم مكون من 6,243 وحدة وقد تم افتتاحه في اكتوبر 2015 بمدينة طوكيو-اليابان، يضم المتحف التاريخ الباهر للشركة مع إنجازاتها في عالم الصناعة وقد صادف عام 2017 الذكرى السنوية الـ 100 على تأسيس شركة نيكون .

3- شركة فوجي فيلم القابضة  Fujifilm
 في تسعينيات القرن الماضي سيطر على سوق التصوير الفوتوغرافي العالمي شركتا "كوداك" الأمريكية و"فوجي فيلم" اليابانية دون أي منافسة تذكر لكليهما على خلفية احتكارهما لأحدث تقنيات تصنيع الأفلام الفوتوغرافية.
وفي عام 2000 أي قبيل ثورة التصوير الرقمي شكلت مبيعات الأفلام الفوتوغرافية 72% من إيرادات "كوداك" و66% من إيراداتها التشغيلية، وذلك في مقابل 60% و66% لدى "فوجي فيلم". والتى تعد شركة يابانية تعرف بصناعة أدوات التصوير والكاميرات، حيث يوجد مقرها في طوكيو و يتبع لشركة فوجي فيلم 223 شركة فرعية لبحوث وتصنيع وتوزيع المنتجات، مع وجود معامل لها في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية , كما أنها تنتج وسائط تخزين الكمبيوتر الاستهلاكية، مثل الأقراص المضغوطة وأقراص دي في دي والأقراص المرنة، في عام 1934 كانت بداية ظهورها وشهرتها وفي عام 1936 و انتجت اول كاميرا من نوع SLR مقاس 35 ملم ملونة متعددة الطبقات .
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف نجت "فوجي فيلم" من مصير "كوداك" على الرغم من أن الشركتين كانتا تعملان بنفس الصناعة وواجهت نفس التحديات؟
في عام 2010 انخفض الطلب على الأفلام الفوتوغرافية إلى أقل من عُشر ما كان عليه قبل 10 سنوات فقط , وكان السبب الرئيسي وراء التراجع السريع الذي شهده سوق التصوير الفوتوغرافي هو أن سهولة تصنيع الكاميرات الرقمية جعلت سوق التصوير سهل الدخول أمام الكثير من المصنعين فقد كان بإمكان أي مهندس ماهر أن يجمّع بنفسه مكونات الكاميرا الرقمية ويصنعها.
رغم فقدان سوق التصوير الفوتوغرافي لأكثر من 9 أعشار حجمه خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2010، تمكنت "فوجي فيلم" من زيادة إيراداتها بنسبة 57% خلال هذه الفترة في حين تراجعت إيرادات "كوداك" بنسبة 48%.
كان العنصر الأساسي وراء نجاح "فوجي فيلم" في النجاة من هذه العاصفة هو التنويع , ففي مواجهة الانخفاض الحاد الذي شهدته مبيعات أعمالها الأساسية حاولت "فوجي فيلم" التصرف بسرعة وعدلت نموذج أعمالها من خلال الابتكار والتوسع الخارجي , وتحت قيادة رئيسها التنفيذي "شيجيتاكا كوموري" المعين في عام 2000 نفذت الشركة بسرعة إصلاحات ضخمة، أهمها خطة "فيجن 75" التي أطلقها "كوموري" في عام 2004 لهدف رئيسي واضح وبسيط وهو إنقاذ "فوجي فيلم" من الكوارث وضمان سلامتها كشركة رائدة بمبيعات تبلغ 2 أو 3 تريليونات ين سنوياً.
رأى "كوموري" أن التقنيات التي تمتلكها "فوجي فيلم" يمكن استغلالها في الصناعات الناشئة في ذلك الوقت مثل الأدوية ومستحضرات التجميل وغيرهما
وعلى الجانب الآخر عندما وجدت "فوجي فيلم" أنها لا تمتلك الكثير من التقنيات الواعدة التي يمكن أن تساعدها على دخول الصناعات الناشئة سعت الشركة اليابانية لتعويض ذلك النقص من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ على الشركات التي تمتلك التقنيات بالفعل , في عام 2010، أي بعد 9 سنوات من بداية انحدار سوق التصوير الفوتوغرافي كانت "فوجي فيلم" شركة جديدة تماماً , فبينما جاءت 60% من مبيعاتها وثلثا أرباحها في عام 2000 من الأفلام الفوتوغرافية وملحقاتها، لم يشكل هذا القسم أكثر من 16% من إيراداتها في عام 2010, ببساطة تمكنت فوجي فيلم من النجاة من العاصفة عبر استراتيجية إعادة هيكلة وتنويع مثيرة جداً للإعجاب.
استمرت "كوداك" في ضخ الأموال بكثافة في صناعة التصوير لديها رغم خسائرها الكبيرة , وفي الوقت الذي كانت "فوجي فيلم" تقوم فيه بالاستثمار بكثافة في صناعتي الأدوية والرعاية الصحية للحد من تعرضها لصناعة التصوير الفوتوغرافي الآخذة في التراجع، قامت "كوداك" في عام 2007 ببيع قسم التصوير الطبي المربح جداً مقابل 2.35 مليار دولار من أجل ضخ المزيد من الأموال في صناعة الكاميرات، والتي كانت أشبه ببئر لا قاع له، في لفتة مثيرة للدهشة والاستغراب ولكنها توضح الفارق بين عقلية الأمريكيين واليابانيين في التعامل مع ذلك التحدي حتى أشهرت أفلاسها في عام 2012 م.
كاميرا فورية جديده من فوجي فيلم كاميرات ( ميني إنستاكس ) تذكر بأن زمن الأفلام لم يمت :
في 26 نوفمبر 1948، أصدر إدوين لاند أول كاميرا فورية أطلق عليها اسم "الموديل 95 A"، حيث بيعت في متجر "مارش جوردان" في بوسطن بالولايات المتحدة بأقل من 90 دولاراً (79 يورو)، ما قد يعادل في الوقت الحالي 900 دولار , تتميز كاميرا "لاند" بقدرتها على طباعة الصور تلقائياً,وأنتج العديد من النماذج المختلفة حتى عام 1983 من شركة "بولارويد" واستمرت الشركة في صنع الكاميرات الفورية، غير أن اسم "لاند" لم يعد مرتبطاً بها نظراً لتقاعد المخترع إدوين لاند منذ عام 1982.
استمرت صناعة كاميرات "بولارويد" مواكبة للتطور والتقنيات الحديثة المستمرة إذ شهد أيلول/ سبتمبر 2014 إطلاق "مكعب بولارويد"، وهو عبارة عن كاميرات صغيرة تقوم بالتقاط الصور وتسجيل الفيديو، يسهل تركيبها على أي سطح مغناطيسي.
سجلت كاميرا "بولارويد سوشال ماتيك"، التي طُرحت في الأسواق عام 2014، تقدماً لامعاً أيضاً من خلال الجمع بين روعة الكاميرات الفورية القديمة والتكنولوجيا الرقمية، وخصوصاً لعشاق وسائل التواصل الاجتماعي , بعد مرور عام أصدرت شركة "فوجي فيلم" كاميرا "ميني إنستاكس 70" مشابهة لـ"بولارويد"، والتي تتمتع بمميزات رائعة، كالتحكم التلقائي بخاصية التعريض، إضافة إلى مؤقت ذاتي لالتقاط صور "سيلفي" مثالية وتميزت بذلك عن باقي الشركات المنافسة لها .





يتبع ( الجزء الثالث ) ..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن مثلث التعريض في التصوير الفوتوغرافي ؟!

التكوين في التصوير الفوتوغرافي ( الجزء الأول )

التكوين في التصوير الفوتوغرافي ( الجزء الثاني )